يشهد العالم اليوم ثورة رقمية غير مسبوقة، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في إعادة تشكيل مختلف جوانب الحياة، ولا سيما قطاع التعليم العالي. الجامعات التي لطالما كانت مركزًا لنقل المعرفة والأبحاث الأكاديمية، تجد نفسها أمام تحديات جديدة وفرص واسعة للنمو والتطور في ظل هذه التحولات الرقمية. في هذا السياق، ظهرت الجامعات الذكية كنهج تعليمي حديث يستجيب للتطورات التقنية، ويهدف إلى تحسين جودة التعليم وزيادة فعاليته من خلال الابتكار الرقمي.
يقدم هذا الكتاب استعراضًا شاملاً لمفهوم الجامعات الذكية، ودورها في تحويل تجربة التعليم التقليدية إلى نظام يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتعلم الآلي. ومن خلال التركيز على جامعة الحلة كنموذج لتطبيق هذا المفهوم، نلقي الضوء على كيفية تبني هذه الجامعة للتقنيات الرقمية لتحسين العمليات الأكاديمية والإدارية، وتقديم تجربة تعليمية متطورة تتوافق مع احتياجات الطلاب في العصر الحديث.
يتناول الكتاب أيضًا كيف يمكن للتكنولوجيا أن تسهم في تحسين الوصول إلى التعليم، تعزيز الابتكار في المناهج الدراسية، دعم البحث العلمي، وتطوير البيئة الجامعية لتكون أكثر استجابة وتفاعلاً مع المجتمع المحلي والعالمي.
وبينما نعيش في عصر التحولات الرقمية، تسعى الجامعات الذكية إلى دمج التقنيات في كافة جوانب التعليم، مما يخلق بيئة تعلم مرنة، مبتكرة، وشاملة. ومن خلال دراسة تجربة جامعة الحلة، يقدم هذا الكتاب رؤية مستقبلية حول كيف يمكن للجامعات في العراق والعالم العربي الاستفادة من التحول الرقمي لتعزيز مكانتها العالمية، وتحقيق رؤية تعليمية تستجيب لمتطلبات القرن الحادي والعشرين.
يهدف الكتاب إلى تزويد الأكاديميين، صناع القرار، والمهتمين بالتعليم العالي بفهم عميق لدور الجامعات الذكية في قيادة التغيير الإيجابي، وكيفية الاستفادة من الأدوات الرقمية لدفع عجلة التطوير الأكاديمي والإداري في الجامعات





لا يوجد تعليق